أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - مجازر نيس، والكراده، وباريس!














المزيد.....

مجازر نيس، والكراده، وباريس!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5224 - 2016 / 7 / 15 - 18:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"إذا لم تستطع أن تحمل قنبلةً، أو سلاحا وذخيرة، والتقيت بفرنسيٍ كافرٍ، أو أمريكي ملحد، فاسحق جمجمتَه بصخرة، أو اطعنه بسكين، أو ادهسه بسيارتك، وألقه في الهاوية، أو احقنه بالسُّمِ، لا تستشرْ أحدا، فكلُّ الكفرة يستحقون ذلك، إن دمهم مُباح....."
(توقيع الناطق الرسمي باسم داعش، أبو محمد العدناني 2014)
تعليقا على مجازر بغداد، الكرادة، وباريس، ونيس، ومئات المجازر، التي يرتكبها أشباه البشر، ممن فقدوا كل صلاتهم بالبشرية، وتحولوا إلى جزَّارين، قاتلين؛ فإن مسيرة الانتقام، والتشفِّي، والإرهاب، سوف تتواصل، على الرغم من التقدم الهائل في الحضارة التكنلوجية، هذا يثير استغرابا لدى كثيرين، لأن المنطقَ يقول:
" الحضارة والتقدم، علاجٌ فعَّال مضادٌ للتطرف والإرهاب، كما أن الحضارة بمفهومها الثقافي، هي إكسيرٌ فعّال ضد الجرائم والعنف، فالحضارة بمفهومها الأكاديمي تقوم بترويض وحشية الإنسان"
فما بالُ هذا التقدم يسير عكس الاتجاه؟
يعزو بعضُهم ذلك، إلى أن هذه (الطفرة) التكنلوجية فائقة السرعة، لم تُصاحَبْ بحركة ثقافية توعوية، لأنها اعتمدت (الربح التجاري) كهدفٍ استراتيجي، وغضتْ الطرف عن الجانب التوعوي والتثقيفي، لأنه مُعوِّقٌ للربح التجاري، فمن يدخل سوق التكنلوجيا، ينبغي أن يكون له قطيعٌ، يستهلك ما يُنتج فقط، لهذا فإن الحضارة متهمةٌ أيضا بإنتاج الإرهاب، لزيادة دخلها المادي!!
بسبب غياب التثقيف والتوعية نشأ الإحباطُ لدى كثيرين، ممن عدموا فرص الحياة، ولم يتمكنوا من اللحاق بركب الحضارة، فلم يعد أمامهم سوى خيارٍ وحيد، وهو تحطيم الخصوم، أي تحطيم الحضارة والتقدم، هؤلاء ليسوا مجموعةً صغيرة، بل إنهم ملايينُ، يسعون للانتقام من بناةِ الحضارة!
هؤلاءِ المحبطون، والمتخلفون، والعاجزون لم يجدوا سوى أسلحة الدين الصدئة، والفتاوى المنتنة، التي تفوح رائحتها من الكتب الصفراء المنسوبة للدين، فكان أن تحوَّل كثيرون إلى قراءةِ كتب الشذوذ والتطرف، واستنبطوا منها نظرياتهم الإرهابية، وقامّ دجالو الشعوذة الدينية باستخدام مواهبهم الخطابية، كمنومٍ مغناطيسي، يمنح الجاهلين والمحبطين فرصة الانتقام مِن محيطهم القامع لهم، أو المتجاهل لهم.
إن الحربَ التي يقودها ( المتحضرون) ضد البهيمية الإرهابية، هي علاج سطحي، لن تحقق أهدافها، فالجهود الاستخبارية ستظل قاصرةً عن الوصول إلى كهوف الإرهابيين، وآليات عملهم، لأنها تسعى إلى مطاردة ظلال الإرهاب، وفروعه الخارجية فقط!
إن الحرب الحقيقية على الإرهاب تكمن في إعادة تقييم دور الألفية في تثقيف البشرية، وأن يُقتطع نصيبٌ من ميزانيات الأرباح المادية التكنلوجية الهائلة، لغرض نشر ثقافة التنوير، وإعادة تأهيل الشباب علميا، ومنع المُضللين من تُجار الدين من استغلال الشباب والأطفال، في برامج التنويم المغناطيسي.
ولعل أهمَّ فكرة يمكن أن تقضي على جذور التطرف، تكمن في آليات وطرق التربية والتعليم في النظام التربوي والتعليمي في كثير من دول القهر والتطرف، وهي المسؤولة عن إنتاج دفيئات التطرف والإرهاب.
أخيرا، يجب أن تُصدر المنظومةُ الدولية قانونا، يسمح لها مراقبة برامج التعليم في كل دولة، وإعادة تقييم هذه البرامج، وإجازتها، كشرطٍ رئيس للموافقة على عضوية الدولة في الأمم المتحدة، بغض النظر على نظام الحكم، أو الموقع الديني والسياسي.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القواقع القبلية في فلسطين
- جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
- انتهاء صلاحية الإنسان العربي
- مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
- في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
- لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
- تسونامي ليبرمان الجديد
- هل غزة فاشستية؟
- فلسفة للتبرير، وليس فلسفة للتنوير والتغيير
- تدمير بُنية الأجيال
- الاحتلال الفرعوني لتل أبيب
- جربوا مطاعم المحبة
- ضحايا التيار الكهربي
- هل الثقافة نقيض العولمة؟
- لماذا رفضوا مقالي عن الأميرة دايانا؟
- جيل السندوتشات الثقافية السريعة
- خبرٌ جديد، ومقالٌ قديم
- كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية


المزيد.....




- موسكو: أوروبا تحرض كييف على الإرهاب
- ماكرون يضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول
- عاصفة ثلجية في نهاية الربيع.. الثلوج الكثيفة تغطي موسكو
- شاهد.. المقاتلة الوحيدة من الحرب العالمية الثانية تنفذ تحليق ...
- بعد تعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل.. الخارجية الأمريكي ...
- شاهد.. غرق سفينة معادية خلال التدريبات الأمريكية والفلبينية ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لوحدات مدرعة تتوغل في رفح
- زوجة زيلينسكي تتعرض لحملة انتقادات واسعة بعد منشور لها عن ال ...
- زاخاروفا: روسيا لم توجه دعوة إلى سفراء ومسؤولي الدول غير الص ...
- مشاهد مروعة لرجل يسقط من الطابق الـ20 أثناء محاولته اليائسة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - مجازر نيس، والكراده، وباريس!